الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٢٨
أما إنكم أصحاب عمر بن الخطاب فتأخرت وتقدم هنيئه، فقال سر لا سرت، وقال:
أعد على كلامك فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت عليه جوابه ولو سكت لسكتنا، فقال: أنا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة ولكن استصغرناه وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها. قال فأردت أن أقول كان رسول الله يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره أفتستصغره أنت وصاحبك فقال لا جرم، فكيف ترى؟ والله لا نقطع أمرا دونه ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه. كما جاء نفس المعنى في شرح نهج البلاغة ج 2 ص 20، مع اختلاف طفيف. قال الإمام أبو الحسن الواحدي المتوفى في ص 468 بعد ذكر حديث الغدير هذه الولاية التي أثبتها النبي (صلى الله عليه وسلم) هو مسؤول عنها يوم القيامة. وعن المقريزي في الخطط قال ابن ذولان: الحسن بن إبراهيم أبو مجد المصري المتوفى 387 في " تاريخ مصر " ووفى ثمانية عشر ذي الحجة سنة 362 وهو يوم الغدير تجمع خلق من أهل مصر والمغاربة ومن تبعهم للدعاء لأنه يوم عيد لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فيه واستخلفه.
وقال سبط بن الجوزي الحنفي شمس الدين في (تذكرة خواص الأمة) اتفق علماء السير إن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة جمع الصحابة وكانوا مئة وعشرين ألف وقال من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث نص (صلى الله عليه وآله وسلم) على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة.
وجاء في حديثه الحافظ أبو نعيم ج 1 ص 66 بسنده أن عليا دخل عليه فقال مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين كما قال في حليته ج 1 ص 67 بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله لأبي برزة وأنا أسمع يا أبا برزة إن الله عهد إلي في علي بن أبي طالب إنه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني يا أبا برزة علي إمام المتقين من أحبه أحبني ومن أبغضه أبغضني فبشره بذلك.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»