الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٣٠
إسناد الغدير لا شك كما مر ذكره أن تبليغ يوم الغدير جرى على أكبر مجتمع من المسلمين جاؤوا للحج في حجة الوداع فمن المؤرخون والرواة عددهم بين 100 - 200 ألف نسمة وهؤلاء جميعا كانوا بأمر رسول الله رواة الحديث حيث قال لهم جميعا على الحاضر أن يخبر الغائب (1) وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الحفل الحاشد قد عين خليفته بأمر الله ونصبه إماما على المسلمين وأميرا على المؤمنين وكان من قبل قد أشاد به بفضائله وسوابقه بتقواه ببره وإحسانه بعلمه وإحاطته بالقرآن وسننه وتبحره في الدين وحب الله وحبه له ونهى عن مخاصمته ومعارضته ودعى على من عاداه وخذله وقال: إن مبغض علي كافر وكان الله قد زكاه في آية الطهارة وبآية المباهلة جعله نفس رسول الله وآية الولاية جعله ولي المسلمين كرسول الله ويوم الدار يوم دعى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشيرته الأقربين نصبه وزيرا ووصيا وخليفة له وأوصى بإطاعته كما مر كرارا عشرات المرات أنه منه بمنزلة هارون من موسى وأنه باب مدينة علمه وأنه وولده مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وبرهن في وقعة خيبر وحديث الطائر المشوي على أنه أحب خلق الله لله ولرسوله

(١) وهذا سبب منع الخليفتين الحديث إليه. إذ أن خلافتهم تناقض كل المناقضة مع حديث الغدير.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»