وإن ضربته يوم الخندق ساوت عبادة الثقلين. وميزه بزواجه من بضعته وميزه رسول الله بفتح بابه دون غيره في مسجده وإبلاغه سورة البراءة ومؤاخاته له قبل وبعد الهجرة وإنه لم يولي عليه ولا مرة واحدة في جميع الوقائع أحدا سواه ولم يعترض على أي عمل من أعماله ولم يقبل معترضا عليه بل كان يغيضه ذلك ويخاطب المعترض إنه مولاه وخليفته عليه كما مر.
وأما يوم الغدير بعد حجة الوداع، فكانت خير خاتمة لكل تلك، حيث أعلن إمارته بأمر الله وبين ذلك أنه دعى وأن الله أمره بذلك وقد أكمل الدين بولاية علي وطلب تهنئة علي من جميع المسلمين حتى من أمهات المؤمنين في قبته الخاصة التي أشادها له ومن الصحابة الذين هنئوه عمر وأبو بكر ولم يمض على هذا اليوم ووفاة رسول الله سوى 80 - 83 يوما فهل من الممكن أن ينسى مثل ذلك اليوم المشهود العظيم وإذا بثلاثة أو أربعة أو خمسة يحيكون ويدبرون الأمر دون أي رادع ديني أو ذاتي بعد أن هيئوا أسبابه ليلا وعلمهم باختلاف الأوس والخزرج من الأنصار وانشغال آل البيت بتغسيل وتكفين ودفن سيد الرسل لسلب منصب الخلافة والإمارة والوصاية وتعدى حدود الله ورسوله وجلوسهم مجلس خليفة رسول الله وغصب مقعده من إمارة المسلمين والتجاوز على حقوق بضعته وأهل بيته في فدك وسلبهم حقوقهم المادية والمعنوية وإرغام علي ذلك البطل (الذي لولاه لما قام الإسلام) على الاستسلام قهرا بعد أن قضوا على بضعة رسول الله قهرا حتى ماتت، وهي التي رضاها رضاء الله ورسوله وغضبها غضب الله ورسوله وقد ماتت وهي غضبى داعية على أبي بكر وعمر بعد كل صلاة وبعده منعهم للحديث المنع البات وحبس أصحاب الرسول من الخروج من المدينة ونشر الأحاديث وما كان قصدهم من ذلك سوى منع نشر فضائل أهل البيت والاعتراض على المتأمرين وبعدها