بلغ المسلمون من الضعف ما هم عليه الآن. أتحسب أن الفتوح وحدها هي مفخرة أبو بكر وعمر؟ وهل هم الذين فتحوها أم قوة الإيمان الذي بقي عند المسلمين والعجلة التي سيرها رسول الله في زمن حياته هي التي استمرت تفتح بيد أنهم حرفوها عن مقصدها حتى زلت عن الهدف إلى الهوة عن السراط المستقيم إلى الطريق المحفوف بالمخاطر والويلات حتى آلت على ما هي عليه اليوم من ضعف المسلمين وتشتتهم وهل لنا أن نفتخر بالفتوحات وعندها يعرض علينا التاريخ من الأمم الغابرة ممن فتح وبسط نفوذه أكثر وأعظم. بل إننا نفتخر بالتراث الإسلامي الأصيل ذلك الذي وقع بيد غير أهله وأساء التصرف به حينما استعمله استعمال الملوك الغابرين لمقاصدهم الشخصية والمقاصد جاهلية وبعيدة عن الفضيلة وبعيدة عن نصوص القرآن وسنن النبي الكريم والرسول الأعظم.
أخرج الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني والد المرشد بالله بإسناده عن النبي.
وأخرج محب الدين الطبري في الرياض 2 ص 172 كأم جاء من طريق البيهقي عن الحاكم النيسابوري بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ أجمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسم جهنم لم يجزها أحد إلا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب.
وقد ذكر الراغب في محاضراته 7 ص 213 عن ابن عباس قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وأنا على فرس فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب فقال: أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان علي فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر فقلت في نفسي لا أقالني الله إن أقلته. فقلت. أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين وأنت وصاحبك وتبتما وأفرغتما الأمر منا دون الناس، فقال إليكم يا بني عبد المطلب،