الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٨ - الصفحة ٣٢
مظلوما. فقلت في نفسي: والله لا يسبقني بها. فقلت: يا أمير المؤمنين، فإذا إليه ظلامته. فانتزع يده من يدي ثم مر يهمهم ساعة ثم وقف، فلحقته، فقال: يا بن عباس، ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلا أنهم استصغروه. فقلت في نفسي: هذه شر من الأولى. فقلت: والله ما استصغره الله حين أمره بأخذ سورة براءة من أبي بكر. وعن ابن عباس قال (1): ما شيت عمر بن الخطاب يوما فقال لي: يا بن عباس، ما منع قومكم منكم وأنتم أهل البيت خاصة؟
قلت: لا أدري. قال لكني أدري، إنكم فضلتموهم بالنبوة فقالوا إن فضلونا بالخلافة مع النبوة لم يبقوا لنا شيئا، وإن أفضل النصيبين بأيديكم بل ما أخالها إلا مجتمعة فيكم وإن نزلت على رغم أنف قريش.
وروى احمد بن أبي طاهر في كتاب تأريخ بغداد.
بسنده عن ابن عباس قال: دخلت على عمر في أول خلافته وقد ألقي إليه صاع من تمر على صحفة فدعاني

(1) وفي شرح النهج: لابن أبي الحديد 12: 20.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست