الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٨ - الصفحة ٣٣
للاكل فأكلت تمرة واحدة، وأقبل يأكل حتى أتى عليه ثم شرب من جرة كانت عنده واستلقى على مرفقة له وطفق يحمد الله، يكرر ذلك، ثم قال: من أين جئت يا عبد الله.
قلت: من المسجد. قال: كيف خلفت ابن عمك، فظننته يعني عبد الله بن جعفر. قلت: خلفته مع أقرانه يلعب.
قال: لم أعن ذلك، إنما عنيت عظيمكم أهل البيت. قلت:
خلفته يمتح بالغرب على نخلات له وهو يقرأ القرآن.
فقال: يا عبد الله، عليك دماء البدن إن كتمتنيها أبقي في نفسه شيء من أمر الخلافة. قلت: نعم، وأزيدك. سألت أبي عما يدعيه. فقال: صدق. قال عمر: لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وآله في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذرا، وقد كان يزيغ في أمره وقتا ما ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه، فمنعت من ذلك إشفاقا وحفيظة على الاسلام، لا ورب هذه البنية، لا تجتمع عليه قريش أبدا.
ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها * فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله أني علمت ما في نفسه فأمسك وأبي الله إلا إمضاء
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست