الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٨ - الصفحة ٢٨
قال: لا. قال: لكني أدري. قال: ما هو؟ قال: كرهت قريش أن يجتمع لكم الخلافة والنبوة فتجحفوا بالناس إجحافا، فنظرت قريش لأنفسها فاختارت ووفقت فأصابت. فقال ابن عباس: أيميط عني أمير المؤمنين غضبه. قال: قل ما تشاء.
قال: أما قولك إن قريشا كرهت، فإن الله تعالى قال لقوم: * (ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط اعمالهم) *.
وأما قولك: كنا نجحف، فلو أجحفنا بالخلافة لأجحفنا بالقرابة، ولكنا قوم أخلاقنا مشتقة من أخلاق رسول الله الذي قال الله تعالى له: * (وإنك لعلى خلق عظيم) *، وقال له: * (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) *، وأما قولك: إن قريشا اختارت فإن الله تعالى يقول: * (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) *، وقد علمت أن الله اختار لذلك من اختار، فلو نظرت قريش من حيث نظر الله له لو فقت قريش. فقال عمر: على رسلك يا بن عباس، أبت قلوبكم يا بني هاشم إلا غشا في أمر قريش لا يزول وحقدا عليها لا يحول. فقال ابن عباس: لا
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست