الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٨ - الصفحة ٢١
فنبئوني بالله: أتحكم الرجال في حقن دماء المسلمين أحق وأولى، أم تحكيم في أرنب ثمنها ربع درهم؟؟
ولقد قبل رسول الله صلى الله عليه وآله تحكيم سعد بن معاذ في بني قريضة.
وتلعثم زعماؤهم تحت وطأة هذا المنطق الساحر الحاسم، واستأنف حبر الأمة حديثه.
وأما قولكم: إنه قاتل فلم يشب ولم يغنم، فهل كنتم تريدون وأن يأخذ عائشة زوج الرسول وأم المؤمنين سبيا، ويأخذ أسلابها غنائم؟ وهنا كست وجوههم صفرة الخجل، وأخذوا يوارون وجوههم بأيديهم.
وانتقل ابن عباس إلى الثالثة:
وأما قولكم: إنه رضي أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين، حتى يتم التحكيم، فاسمعوا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الحديبية، إذ راح يملي الكتاب الذي يقوم بينه وبين قريش، فقال للكاتب، (وهو على بن أبي طالب):
(أكتب، هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله.. فقال مبعوث
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست