المزعوم يد ولا أثر]، نشأت من تزاحم الأغنياء على الجاه والسلطان، ومن حسد العامة العربية لهؤلاء الأغنياء، ولم يكد نظام عثمان هذا يذاع ويسرع الأغنياء إلى الانتفاع به حتى ظهر الشر، وظهر في الكوفة قبل أن يظهر في أي مصر آخر، كما ظهر في مجلس سعيد بن العاص نفسه... [لما كان واليا على الكوفة]، والشئ المهم هو أن سعيدا هذا قد نفى هؤلاء الناس من أرضهم، وديارهم، وقال: [إن السواد بستان لقريش]، وتسائل الدكتور طه حسين بقوله:
ولست أدري إلى أي حد يجوز للأمير أن ينفي المسلمين من أرضهم [وديارهم] سواء أكان هذا النفي من عند نفسه أو بأمر من الخليفة [عثمان]؟ فإخراج المسلمين عن أرضهم [وديارهم] إنما يجوز إذا قامت البينة عليهم بأنهم حاربوا الله ورسوله، وسعوا في الأرض والفساد (1).