الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٣ - الصفحة ٨٧
يصيب كبد الحقيقة فيما كتبه عن عثمان والثوار، وعن أعمال عثمان وعماله، فيقول:
فإن عثمان استأثر فأساء الأثرة، وجعل المسلمين طبقات متباعدة تفصل بينها هوة واسعة، من الفقر والغنى، والعناء، والرخاء، كما جعل السلطة بيد أقاربه الذين أفسدوا البلاد، وأهلكوا النسل والحرث. وكلهم من الفساق والفجار، بينما نرى خيار المسلمين، وصلحاءهم يبعدون عن مراكز السلطة الاستشارية، فضلا عن السلطة التنفيذية، فعثمان لا يستشير عليا (عليه السلام) بقدر ما يستشير مروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، ولا يستفتي أبا ذر الصادق اللهجة، بل يستفتي كعب الأحبار اليهودي.
ومهما يكن من الأمر فإن أول ما نقمه المسلمون على عثمان هو التمييز الطبقي البغيض، وتفضيل قريش على سائر الناس، والحكم بغير ما أنزل الله، ثم قال الدكتور طه حسين، فالفتنة إذن كانت عربية، [وليس لابن سبأ
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»