بحرفية الشريعة وواظب على العبادة الجسدية والشعائر فإن ذلك تعصب ينكل به ويرجم ويقتل من أجله ".
ثم أكمل حسن كلامه قائلا:: " لقد أعفي الناس من تكاليف الشريعة لأن عليهم في فترة القيامة هذه أن يتوجهوا بكل جوارحهم نحو الله ويهجروا كل الشعائر الدينية وجميع العبادات القائمة. فقد وضع في الشريعة بأن على الناس عبادة الله خمس مرات في اليوم وأن يكونوا معه. وهذا التكليف كان ظاهريا فقط. ولكن الآن في أيام القيامة عليهم أن يكونوا دائما مع الله في قلوبهم وأن يبقوا نفوسهم متوجهة دائما نحو الحضرة الإلهية فإنها الصلاة الحقيقية " (انتهى).
وبالرغم مما رأينا في كلام حسن من التهديد والوعيد والإنذار حتى بالرجم والقتل. فقد قوبل كلامه هذا بنقمة من الجموع الإسماعيلية الحاضرة، وكان في أول الناقمين أخو زوجته. على أنه من الطبيعي أن تجد إلى جانب ذلك من يرحب بطرح التكاليف وأن يلقى حسن المذكور من يماشيه في انحرافه، ويصف الجويني ما فعله هؤلاء تعبيرا عن انقيادهم لحسن بقوله: "... وفي ذلك اليوم الذي اقترفت فيه هذه القبائح وأفشيت فيه تلك المساوئ في (مأمون آباد) عش الكفر لعب الجميع على الجنك والرباب وشربوا الخمر بشكل مكشوف على نفس درجات ذلك المنبر في مكان جلوس الخطيب " (انتهى).
ولكن هذه المظاهر التي يبدو جليا أن حسنا نفسه كان قد دبرها ليصور الناس بصورة الراضين عن فعلته، وليبرز بشكل المؤيد شعبيا، كانت طلاء مكشوفا لحقيقة شعور الإسماعيليين المؤمنين وفي طليعتهم شقيق زوجة حسن، فصمموا على التخلص من المنحرف وتعهد بذلك شقيق الزوجة، وقرروا التنفيذ بعد فشل جهودهم لوقف الانحراف.
ففي يوم الأحد السادس من ربيع الأول سنة (561 ه - 1166 م)، قام شقيق الزوجة " بطعن المضل في قلعة لمبسر وهكذا مضى من هذه الدنيا إلى نار الله الموقدة... " على حد تعبير المؤرخ الجويني.
وكان الحسن هذا بعد عام واحد من تاريخ إعلان ما أعلنه قد أدخل تطورا آخر