الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي - محمود الشهابي الخراساني - الصفحة ٨
جميعها للشافعية، هذا مع قلة عدد الشافعية، إلا أن الله نصرهم عليهم! وكان أهل - الرستاق، وهم حنفية، يجيئون إلى البلد بالسلاح الشك، ويساعدون أهل نحلتهم، فلم يغنهم ذلك شيئا حتى أفتوهم!!
" فهذه المحال الخراب التي ترى هي محال الشيعة والحنفية! وبقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية، وهي أصغر محال الري. ولم يبق من الشيعة والحنفية إلا من يخفي مذهبه!!... " ثم نقل الحموي لبيان عظمة الري، ما حكاه الإصطخري بقوله: " وليس بالجبال بعد الري أكبر من أصفهان " وبقوله: " والري مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها... " - 4 - ومما يزيد العجب لكل من اطلع إلى أمثال هذه الوقائع، في التاريخ من المجادلات - التي نشأت من العصبية العمياء الصماء، وحدثت عن الجهالة الجهلاء، فتفرقت منها - الكلمة وتشتت الأمة وأنتجت قتل النفوس وهدم البيوت، ويزداد في التلهف والأسف لكل من عرف الإسلام وآمن به، هو أن الجل، لولا الكل، مما أورثت العصبية ليس أمورا مرتبطة بذاتيات الإسلام وجوهره، داخلة في صلب الدين وحقيقة، مصادمة لأصول الشرع وضرورياته، معارضة لأركان الإيمان ومسلماته، بل ربما يكون البحث، المورث للعصبية والنزاع، راجعا إلى عدم تحرير محله، وإلى عدم كون - النفي والإثبات في الكلام ثابتا لما كان بينهم موضع وفاق. وعلى أي حال ليست من - الأمور التي يبيح القتل، ويسوغ الهدم ولا سيما أن كلا من الطرفين يعلن بالشهادتين ويعمل بما يعلم أنه من الدين، ويؤمن بما جاء به خاتم النبيين.
أورد ابن أبي الحديد في شرحه على " نهج البلاغة " (طي الكلام عن غزوة أحد) نقلا عن الواقدي (بعد نقل ابتلاء المسلمين بغلبة المشركين عليهم):
"... وجعل ابن أبي والمنافقون معه، يشمتون ويسرون بما أصاب المسلمين
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»