الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ٣٣١
الحسين). من كتاب الأستاذ أنطون بارا (الحسين في الفكر المسيحي) / ص 72.
أجل والله.. فالحسين مفخرة الدهر، وغرة جبين التاريخ، ومشعل الحرية، وكمال الشرف الإنساني، وعنوان كل فضيلة، يحق لكل مؤمن وحر، بل ينبغي، أن يرفع للحسين - مفتخرا - بيرقا أينما كان، وينصب له في كل قرية منبرا يصدع من عليه بيانات الثورة الحسينية أسوة كل الثورات. فالحسين القدوة الأجل، وثورته ثورة الحق الذي تتوق إليه الأمم، فيفتخر - ويحق له ذلك - كل من انتسب إلى الحسين بالسبب، وبالنسب، كما انتسب سلمان إلى البيت النبوي الشريف بالسبب، حينما قال رسول الانسانية (صلى الله عليه وآله): سلمان منا أهل البيت).
لقد بلغ الإمام الحسين " عليه السلام " شأوا وشأنا عظيمين أخضع بهما رقاب المعاندين فأقروا له بالكمالات والفضائل، وأجبر بهما القلوب على مولاته إلا ما ران عليها، واستدرتا الألسنة بالمدح والإطراء عليه (سلام الله عليه) فقال من قال وهو في نشوة الحديث، وظن البعض أنه وفى بوصفه، وأنى له ذلك!.. لأن من رأى لم ير إلا قبسا من النور الإلهي الأقدس، الذي شد إليه العيون والألباب، الأعداء منهم والأحباب.
يقول الشيخ التستري (طاب ثراه):
- كتب مدحه عن يمين العرش أن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة، وقد مدحه تعالى في الأحاديث القدسية بمدائح منها ما في حديث وضع اليد، قال تعالى: بورك من مولود عليه صلواتي، ورحمتي وبركاتي. وقد وصفه بأنه: نور أوليائي، وحجتي على خلقي، والذخيرة للعصاة.. وقد مدحه رسول الله (ص) بمدائح عجيبة، منها أنه قال له يوما: مرحبا بك يا زين السماوات والأرض. فقال أبي بن كعب للنبي (ص): وهل غيرك زين
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 335 336 337 ... » »»
الفهرست