الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ٣٥
من لا يرجوه، وإن أعفى الناس من عفا عن قدرة، وإن أوصل الناس من وصل من قطعه. والأصول على مغارسها بفروعها تسمو، فمن تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه غدا، ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته، وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين (1).
قال الإربلي: هذا الفصل من كلامه وإن كان دالا على فصاحته، ومبينا عن بلاغته، فإنه دال على كرمه، وسماحته، وجوده، مخبر عن شرف أخلاقه وسيرته، وحسن نيته وسريرته، شاهد بعفوه وحلمه وطريقته، فإن هذا الفصل قد جمع مكارم الأخلاق: لكل صفة من صفات الخير فيها نصيب، واشتمل على مناقب عجيبة، وما اجتماعها في مثله بعجيب).
وجاء في قصار الجمل هذه الحكم الجميلة:
- الصدق عز، والكذب عجز، والسر أمانة، والجوار قرابة، والمعونة صدقة، والعمل تجربة، والخلق الحسن عبادة، والصمت زين، والشح فقر، والسخاء غنى، والرفق لب (2).
- شر خصال الملوك: الجبن من الأعداء، والقسوة على الضعفاء، والبخل عند الإعطاء (3).

١ - كشف الغمة ٢: ٢٤١، ٢٤٢، والفصول المهمة / لابن الصباغ المالكي: ١٧٨، ووسيلة المآل / لابن كثير الحضرمي المكي الشافعي: ١٨٢.
٢ - لمعة من بلاغة الحسين عليه السلام: ١٠٤.
٣ - المناقب 4: 65.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست