أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٥٣٩
والخاتم الفاعل قل بالكسر * وما به يختم فتحا يجري وأنت إذا راجعت التفاسير المؤلفة منذ العصور الأولى إلى يومنا هذا ترى أن عامة المفسرين يفسرونها بما ذكرنا ويصرحون بأن وصفه صلى الله عليه وآله وتشبيهه بالخاتم (بالفتح) لأنه كان الرسم الدائر بين العرب هو ختم الرسالات بخاتمهم الذي بين أصابعهم، فكانت خواتيمهم طوابعهم، فكأن النبي الأكرم بين الأنبياء هو الخاتم ختم به باب النبوات، ولك أن تستلهم هذا المعنى من الآيات الكثيرة التي وردت فيها مادة تلك الكلمة، فترى أن جميعها يفيد هذا المعنى، كالآيات التالية:
1 - قال سبحانه: {يسقون من رحيق مختوم} (1) أي مختوم بابه بشئ مثل الشمع وغيره دليلا على خلوصه.
2 - وقال سبحانه: {ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} (2) أي آخر شربه تفوح منه رائحة المسك.
3 - وقال سبحانه: {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم} (3) أي يطبع على أفواههم فتوصد، وتتكلم أيديهم.
إلى غير ذلك من الآيات التي وردت فيها مادة تلك الكلمة، والكل يهدف إلى الانتهاء والانقطاع. وفي مورد الآية.. انتهاء النبوة وانقطاعها.
النص الثاني:
قوله سبحانه: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون

(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»