أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٣٨٨
المسألة الثانية: عصمة الإمام تفردت الإمامية من بين الفرق الإسلامية بإيجابها عصمة الإمام من الذنب والخطأ، مع اتفاق غيرهم على عدمها.
قال الشيخ المفيد: إن الأئمة معصومون كعصمة الأنبياء، ولا تجوز عليهم صغيرة إلا ما قدم ذكر جوازه على الأنبياء، ولا ينسون شيئا من الأحكام، ولا يدخل في مفهوم العصمة سلب القدرة عن المعاصي، ولا كون المعصوم مضطرا إلى فعل الطاعات، فإن ذلك يستدعي بطلان الثواب والعقاب.
هذه هي عقيدة الإمامية في الإمامة، وقد استدلوا عليها بوجوه من العقل والسمع.
أما العقل فقالوا: إن الإمام منفذ لما جاء به الرسول، وحافظ للشرع، وقائم بمهام الرسول كلها، فلو جاز عليه الخطأ والكذب، لا يحصل الغرض من إمامته.
حقيقة العصمة العصمة قوة تمنع صاحبها من الوقوع في المعصية والخطأ، حيث لا يترك واجبا، ولا يفعل محرما، مع قدرته على الترك والفعل، وإلا لم يستحق مدحا ولا
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»