ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى، فتجن ما بدا لك. والسلام).
(وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم رحمه الله: 1 / 31 طبع مصر: (عن نمير بن وعلة عن عامر الشعبي أن عليا عليه السلام حين قدم من البصرة نزع جريرا عن همدان فجاء حتى نزل الكوفة، فأراد أن يبعث إلى معاوية رسولا فقال له جرير: ابعثني إليه فأدعوه على أن يسلم لك هذا الأمر ويكون أميرا من أمرائك، وأدعو أهل الشام إلى طاعتك وجلهم قومي وأهل بلادي، وقد رجوت أن لا يعصوني. فقال له الأشتر: لا تبعثه ودعه ولا تصدقه، فو الله إني لأظن هواه هواهم ونيته نيتهم!!
فقال له علي عليه السلام: دعه حتى ننظر ما يرجع به إلينا. فبعثه علي وقال له حين أراد أن يبعثه: إن حولي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من أهل الدين والرأي من قد رأيت، وقد اخترتك عليهم لقول رسول الله صلى الله عليه وآله فيك: (من خير ذي يمن) إئت معاوية بكتابي فإن دخل فيما دخل فيه المسلمون وإلا فانبذ إليه، وأعلمه أني لا أرضى به أميرا، وأن العامة لا ترضى به خليفة.
فانطلق جرير حتى أتى الشام ونزل بمعاوية فدخل عليه