سعد، وسائر الناس قعود حول أبي بكر عليهم السلاح، وهو عليه السلام يقول: أما والله لو وقع سيفي بيدي لعلمتم أنكم لن تصلوا الي، هذا جزاء مني، وبالله لا ألوم نفسي في جهد ولو كنت في أربعين رجلا لفرقت جماعتكم، فلعن الله قوما بايعوني ثم خذلوني!
فانتهره عمر فقال: بايع. فقال: وإن لم أفعل؟ قال: إذا نقتلك ذلا وضعارا! قال: إذن تقتلون عبدا لله وأخا رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال أبو بكر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا نقر لك به. قال عليه السلام: أتجحدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله آخى بين نفسه وبيني؟! فأعادوا عليه ذلك ثلاث مرات، ثم أقبل علي عليه السلام فقال:
يا معاشر المهاجرين والأنصار: أنشدكم بالله أسمعتم رسول الله يقول يوم غدير خم كذا وكذا، وفي غزاة تبوك كذا وكذا، فلم يدع شيئا قاله فيه علانية للعامة إلا ذكره......
قال علي: يا زبير ويا سلمان وأنت يا مقداد أذكركم بالله وبالاسلام أسمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك لي إن فلانا وفلانا حتى عد هؤلاء الخمسة قد كتبوا بينهم كتابا وتعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا؟ قالوا: اللهم نعم قد سمعناه يقول ذلك لك، فقلت له بأبي أنت وأمي يا نبي الله فما تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك؟