البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) (البقرة: 253) فهو سبحانه أراد أي سمح لهم أن يختاروا الخير أو الشر.
وثانيا: إن الغلبة والحكم ليست من شرط الإمامة أبدا، فإن أكثر أوصياء الأنبياء عليهم السلام لم يحكموا بعدهم، وكانوا مغلوبين مضطهدين، كما أشارت الآية المتقدمة.
بل نص النبي صلى الله عليه وآله على أن الأئمة من بعده سوف تكذبهم الأمة وتعاديهم وتقتل عليا والحسن والحسين عليهم السلام، وسوف يكونون مغلوبين، لكنهم لا يضرهم تكذيب من كذبهم!!
(ففي معجم الطبراني الكبير: 2 / 213 و 214 ح 1794: (عن جابر بن سمرة عن النبي قال: يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيما، لا يضرهم من خذلهم، ثم همس رسول الله صلى الله عليه وآله بكلمة لم أسمعها، فقلت لأبي ما الكلمة التي همس بها النبي (ص)؟ قال أبي: كلهم من قريش).
(وفي معجم الطبراني الكبير: 2 / 256 ح 2073: (عن جابر بن سمرة: (قال سمعت رسول الله (ص) وهو يخطب على المنبر ويقول: اثنا عشر قيما من قريش، لا يضرهم عداوة من عاداهم! قال: فالتفت خلفي، فإذا أنا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأبي في ناس، فأثبتوا لي الحديث كما سمعت). انتهى. وقال عنه في مجمع الزوائد: 5 /