الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) (الانسان: 8) والجميع يعرفون أن النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وآله قد أسر إلى ابنته الزهراء عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه أنها ستلحق به عن قريب، وأنها أول أهل بيته لحوقا به (صحيح البخاري: 4 / 248 و: 8 / 79) من هذا يتبين أن هدفها من المطالبة بمزرعة فدك ليس الحصول على المزرعة!
إن هدفها أن تثبت للمسلمين أن الذي جلس في مكان النبي صلى الله عليه وآله يخالف أحكام الإسلام ويغصب مزرعة أعطاها النبي صلى الله عليه وآله إلى ابنته وورثته الوحيدة، فإذا كان أبو بكر يظلم بنت النبي صلى الله عليه وآله في أول يوم من خلافته، فياويل بقية المسلمين من ظلمه! وظلم من سيجلس بعده مكان النبي صلى الله عليه وآله؟!!
ثانيا: أنها عليهما السلام لم تذهب إلى أبي بكر بصفته قاضيا تعترف به وبعدالته، فهي لم تبايعه ولم تعترف به خليفة، فكيف تعترف به قاضيا عادلا؟
ثالثا: أن الزهراء عليهما السلام لم تذهب إلى بيت أبي بكر، بل ذهبت إلى المسجد، عندما كان أبو بكر والصحابة مجتمعين فيه، وخطبت خطبتها العظيمة، وأقامت عليهم الحجة في غصبهم لخلافة أمير المؤمنين عليه السلام وبينت ظلمهم لها في مصادرة فدك.