فإنها تتخذ درجات مختلفة من التأثير حسب حجم الرواسب المسبقة ومدى انصهار الفرد بقيم الرسالة الجديدة ودرجة ولائه لها. وهكذا نعرف أن الاتجاه الذي يمثل التعبد بالنص يمثل الدرجة العليا من الانصهار بالرسالة والتسليم الكامل لها وهو لا يرفض الاجتهاد ضمن إطار النص وبذل الجهد في استخراج الحكم الشرعي منه.
ومن المهم أن نشير بهذا الصدد أيضا إلى أن التعبد بالنص لا يعني الجمود والتصلب الذي يتعارض مع متطلبات التطور وعوامل التجديد المختلفة في حياة الإنسان فإن التعبد بالنص معناه كما عرفنا التعبد بالدين والأخذ به كاملا دون تبعيض وهذا الدين نفسه يحمل في أحشائه كل عناصر المرونة والقدرة على مسايرة الزمن واستيعابه بكل ما يحمل من ألوان التجديد والتطور، فالتعبد به وبنصه تعبد بكل تلك العناصر وبكل ما فيها من قدرة على الخلق والإبداع والتجديد.
هذه خطوط عامة عن تفسير التشيع بوصفه ظاهرة (م 6)