بحث حول الولاية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٧٤
قدر لأحدهما أن يحكم، فاستطاع أن يمتد ويستوعب أكثرية المسلمين، بينما أقصى الشطر الآخر عن الحكم وقدر له أن يمارس وجوده كأقلية معارضة ضمن الإطار الإسلامي العام، وكانت هذه الأقلية هي (الشيعة).
والاتجاهان الرئيسيان اللذان رافقا نشوء الأمة الإسلامية في حياء النبي (ص) منذ البدء هما:
أولا - الاتجاه الذي يؤمن بالتعبد بالدين وتحكيمه والتسليم المطلق للنص الديني في كل جوانب الحياة.
وثانيا - الاتجاه الذي لا يرى أن إيمانه بالدين يتطلب منه التعبد إلا في نطاق خاص من العبادات والغيبيات، ويؤمن بإمكانية الاجتهاد، وجواز التصرف على أساسه بالتغيير والتعديل في النص الديني وفقا للمصالح في غير ذلك النطاق من مجالات الحياة.
وبالرغم من أن الصحابة بوصفهم الطليعة المؤمنة
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»