الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٠٦
وحدانية الله تعالى كل واقعية من واقعيات العالم، تعتبر واقعية محدودة، أي انها تتمتع بالوجود على وجود فرض فرض وجود السبب والشرط وتعتبر أيضا وفقا لفرض وتقدير فرض عدم السبب والشرط عدما، ولحقيقة وجودها حد محدود، إذ لا توجد خارج ذلك الحد، فالله جل شأنه هو المنزه عن الحد والمحدودية لأن واقعيته مطلقة، فهو موجود بأي تقدير، ولم يكن محتاجا لأي سبب وشرط ولا مرتبطا بأية علة.
ولا يسعنا ان نفترض عددا لأمر غير محدود وغير متناه، فإذا ما افترض ثان، فإنه غير الأول، وفي النتيجة، الاثنان محدودان متناهيان، وسيضع كل منهما حدا فاصلا للآخر، فلو افترضنا على سبيل المثال حجما غير محدود وغير متناه، لا يسعنا افتراض حجم آخر إزاءه، ولو قدر ان افترضنا هذا فان الثاني هو الأول، فعلى هذا، فان الله تعالى أحد لا شريك له (1).

(1) يروى ان أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين (ع)، فقال: يا أمير المؤمنين أتقول ان الله واحد، فحمل الناس عليه وقالوا: اما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه فان الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال:
يا اعرابي ان القول في أن الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوز ان على الله عزو جل، ووجهان يثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه، فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد فهذا ما لا يجوز، لأن ما لا ثاني له يدخل في باب الاعداد، اما ترى انه كفر من قال إنه ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع والجنس فهذا ما لا يجوز، لأنه تشبيه وجل ربنا تعالى عن
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»