الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٠٢
ولكن كل من هذه الظواهر التي تنطوي على واقعية، والتي نشاهدها عيانا، تفقد واقعيتها وتصير إلى الفناء، سواء في القريب أو البعيد من أدوار حياتها.
ومن هنا يتضح ان العالم المشهود وأجزاءه، لم تكن عين الواقعية (والتي لا يمكن انكارها)، بل تعتمد وتستند إلى واقعية ثابتة، وبتلك الواقعية، تتصف بالواقعية، وتتصف بالوجود، وما دامت مرتبطة ومتصلة بها، فهي موجودة باقية، وما ان انقطعت عنها زالت وفنت 1، ونحن نسمي هذه الواقعية الثابتة التي لا يعتريها البطلان ب (واجب الوجود) أو الله سبحانه.

(1) وفي كتابه العزيز إشارة إلى هذا البرهان بقوله تعالى قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض سورة إبراهيم الآية 10.
2. نظرة أخرى عن طريق ارتباط الانسان بالعالم - خاتمة الفصل وحدانية الله تعالى ان الأسلوب الذي اتبع في الفصل السابق، لاثبات وجود الله تعالى أسلوب بسيط ساذج، وواضح ان الانسان مع فطرته التي أودعها الله إياه، ينتهجها، وليس هناك أي رادع أو مانع، ولكن معظم الناس، مع ارتباطهم المستمر بالماديات، وتفانيهم في اللذائذ المحسوسة، يصعب عليهم الرجوع إلى الفطرة، وهي الفطرة الإلهية البينة.
فعلى هذا فان الاسلام بشرائعه المنزهة، يعلن ان شريعته عامة، والكل سواسية امام الدين ومقاصده، فهو يثبت وجود الله تعالى مع هؤلاء الناس عن
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»