الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٠٨
والجمال كل واحدة منا عين الأخرى، لكانت كل هذه المفاهيم لا تعدو المفهوم الواحد.
يتضح مما سبق، لا يمكن اثبات صفة (بالمعنى السابق) لذات الله عزو جل، لأن الصفة لا تتحقق من غير تحديد لها، وذاته المقدسة منزهة من أي تحديد (حتى من هذا التنزيه الذي يعتبر في الحقيقة اثبات صفة له).
4. معاني صفات الله تعالى نعلم أن في العالم كثيرا من الكمالات التي تظهر بشكل صفات، فهذه الصفات المثبتة متى ما ظهرت في شئ، تسعى في تكامل المتصف، وتمنحه قيمة أكثر، كما يتضح ذلك من مقارنة جسم حي كالانسان مع جسم غير حي كالحجر.
مما لا شك فيه ان هذه الكمالات قد منحها الله تعالى، وإذا ما كان هو مفتقدا لها لما منحها (فاقد الشئ لا يعطيه)، وجعلها تتدرج في طريق الكمال، فعلى هذه يجب ان يقال، وفقا لحكم العقل السليم، ان الخالق، يتصف بالعلم والقدرة وكل كمال واقعي.
وفضلا عن هذا، فإن آثار العلم والقدرة وبالتالي آثار الحياة واضحة في نظام الخلقة.
وبما ان ذات الله غير محدودة وغير متناهية، فالكمالات هذه ان اعتبرت صفات له، فإنها في الحقيقة عين ذاته، وكذا كل واحدة منها هي عين
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»