الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٩٧
عندما يستمع إلى قوله في كتابه المجيد: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعلمون 1.
سيعلم ان الطريق الرئيسي الذي ينتهي به إلى الهداية الواقعية والكاملة، هو طريق النفس الانسانية، والمرشد الحقيقي له، هو الله تعالى، فقد كلفه بمعرفة نفسه، وان يسير في هذا السبيل، بتركه للسبل الأخرى ليرى الله من هذه الطريق، فإنه سيدرك مطلوبه الحقيقي.
والنبي الكريم (ص) يقول: من عرف نفسه فقد عرف ربه.
ويقول أيضا: أعرفكم بنفسه، أعرفكم بربه.
واما طريقة السير والسلوك، وهي طريقة الكثير من الآيات القرآنية التي تأمر بذكر الله تعالى، كقوله: (فاذكروني أذكركم) 2 وغيرها من الآيات في الكتاب، والأقوال في السنة، فقد جاءت مفصلة، ويختتمها بقوله: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة 3.
وهل من الممكن ان يتصور، ان الاسلام، يعرف لنا الطريق إلى الله تعالى، ولا يحث الناس على تتبعه، أو ان يعرفه ويغفل عن تبيان نهجه أو ان يهمله، في حين نجده يقول عز من قائل:
ونزلنا عليك القرآن تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين 4.

(1) سورة المائدة الآية 105.
(2) سورة البقرة الآية 152.
(3) سورة الأحزاب الآية 21.
(4) سورة النحل الآية 89.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 99 100 101 102 103 ... » »»