الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٨٤
أهل البيت، متمثلة في الامام الرابع، جعلت المسلمين يتجهون إلى أهل البيت، ويبدون حبهم لهم، واخلاصهم إليهم.
فان هذه العوامل مجتمعة ساعدت على أن ينصرف ذهن العامة إلى أهل البيت، فصاروا يتجهون إلى المدينة حيث الامام الخامس، وكانت العوامل مساعدة في انتشار الحقائق الاسلامية، علوم أهل البيت على يد الإمام الباقر، إذ لم يتحقق لأحد من أجداده، ومما يؤيد هذا الادعاء هو كثرة الأحاديث التي نقلت عن الامام الخامس، وكذا رجال الشيعة الذين تخصصوا في شتى العلوم الاسلامية على يد امامهم، ولا تزال أسماؤهم في كتب الرجال مدرجة 1.

(١) ارشاد المفيد ص ٢٤٥ - ٢٥٣ / يراجع كتاب رجال الكشي، تأليف محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، وكتاب رجال الطوسي، تأليف محمد بن حسن الطوسي، وكتاب الفهرست للطوسي وسائر كتب الرجال.
الامام السادس الإمام جعفر بن محمد الصادق ابن الإمام الخامس، ولد سنة ٨٣ للهجرة، واستشهد بعد أن دس إليه السم، سنة ١٤٨ للهجرة، وذلك بتحريض من المنصور الخليفة العباسي (وفق الروايات الشيعية) ٢.
وفي عهد الامام السادس، وعلى أثر الانتفاضات التي حدثت في الدول الاسلامية، وخاصة قيام مسودة ضد دولة بني أمية للإطاحة بها، والحروب المدمرة التي أدت إلى سقوط الدولة الأموية وانقراضها، وعلى أثر كل هذا كانت الظروف مواتية ومساعدة لنشر حقائق الاسلام وعلوم أهل البيت التي طالما ساهم في نشرها الامام الخامس طوال عشرين سنة من زمن (٢) أصول الكافي ج ١: ٤٧٢ / دلائل الإمامة 111 / ارشاد المفيد ص 254. تاريخ اليعقوبي ج 3: 119 / الفصول المهمة 212 / تذكرة الخواص 346 مناقب ابن شهرآشوب ج 4: 280.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»