الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٩٦
المرحلة، ولم لم تتحقق هذه الأمنية في الخارج، لما منى الانسان نفسه بهذه الأمنية.
فلو لم يكن هناك غذاء لم يكن هناك جوع، وإذا لم يكن هناك ماء، لم يكن عطش وإذا لم يكن تناسل، لم تكن علاقة جنسية.
فعلى هذا وبحكم الضرورة (الجبر) فان مستقبل العالم سيكشف عن يوم، يهيمن فيه العدل والقسط على المجتمع البشري، ويتعايش أبناء العالم في صلح وصفاء ومودة ومحبة، تسودهم الفضيلة والكمال.
وطبيعي ان استقرار مثل هذه الحالة بيد الانسان نفسه، والقائد لمثل هذا المجتمع سيكون منجي العالم البشري، وعلى حد تعبير الروايات سيكون (المهدي).
ونجد الأديان والمذاهب المختلفة القائمة في العالم مثل الوثنية، واليهودية والمسيحية والمجوسية والاسلام تبشر بمصلح ومنج للبشرية، وان اختلف في تصوره وما حديث النبي الكريم (ص)، المتفق عليه (المهدي من ولدي) الا إشارة إلى هذا المعنى.
10. بحث في ظهور المهدي (عج) من وجهة نظر الخاصة الشيعة في الاسلام فضلا عن الروايات المتزايدة عن طريق العامة والخاصة، والتي تروى عن النبي الأكرم (ص) وأئمة أهل البيت (ع) في ظهور المهدي (ع) وأنه من سلالة النبي (ص)، ومع ظهوره، سيؤدي بالمجتمع البشري إلى كماله الواقعي والحقيقي، وسيمنحها الحياة المعنوية 1، فان هناك روايات متضافرة

(١) وعلى سبيل المثال قال أبو جعفر (ع): إذا قام قائمنا، وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع به عقولهم وكملت به أحلامهم، بحار الأنوار ج ٥٢ صفحة ٣٢٨ و ٣٢٦. قال أبو عبد الله (ع): العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسول حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس، وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا بحار الأنوار ج ٥٢ صفحة 336.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»