الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٩٩
من السنوات، فعلى هذا فان عالم الطب لم ييأس حتى الان من كشف طرق لإطالة عمر الانسان.
وهذا الاعتراض من الذين يعتقدون بالكتب السماوية كاليهودية والمسيحية والاسلام وفقا لكتبهم السماوية، ويقرون المعجزات وخرق العادات التي كانت تتحقق بواسطة أنبياء الله تعالى، بشكل يثير الاعجاب والاستغراب.
يعترض مخالفو الشيعة من أن الشيعة تعتبر لزوم وجود الامام لبيان احكام الدين وحقائقه، وارشاد الناس وهدايتهم، فان غيبة الامام تناقض هذا الغرض، لأن الامام الذي قد غاب عن الأنظار ولا توجد أية وسيلة للوصول إليه، لا يترتب على وجوده أي نفع أو فائدة، وإذا كان الله سبحانه يريد اصلاح البشرية بواسطة شخص، فإنه لقادر على خلقه عند اقتضاء الضرورة لذلك، ولا حاجة إلى خلقه قبل وقته وقبل الاحتياج إليه بآلاف السنوات.
الجواب: ان مثل هؤلاء لم يدركوا حقيقة معنى الإمامة، واتضح في مبحث الإمامة، ان وظيفة الامام ومسؤوليته لم تنحصر في بيان المعارف الإلهية بشكلها الصوري، ولم يقتصر على ارشاد الناس من الناحية الظاهرية، فالامام فضلا عن توليه ارشاد الناس الظاهري، يتصف بالولاية والارشاد الباطني للأعمال أيضا، وهو الذي ينظم الحياة المعنوية للناس، ويتقدم بحقائق الأعمال إلى الله جل شأنه.
بديهي ان حضور أو غيبة الامام الجسماني في هذا المضمار ليس له أي تأثير، والامام عن طريق الباطن يتصل بالنفوس ويشرف عليها، وان بعد عن الأنظار وخفي عن الأبصار، فان وجوده لازم دائما، وان تأخر وقت ظهوره واصلاحه للعالم.
(١٩٩)
مفاتيح البحث: الطب، الطبابة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 » »»