الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٧٠
النبي (ص) ابنته فاطمة سلام الله عليها.
لما أقام النبي عقد الأخوة وأنشأها بين أصحابه، جعل عليا أخا له 1.
كان علي (ع) يحضر جميع غزوات النبي (ص) عدا غزوة تبوك، إذ استخلفه الرسول في المدينة 2، فلم يتراجع في جميع تلك الغزوات من مواجهة الخصم، ولم يخالف النبي (ص) في أمر. وقد قال النبي (ص) في حقه عليه السلام: علي مع الحق والحق مع علي 3.
كان عمره الشريف يوم توفي الرسول العظيم ثلاثا وثلاثين سنة، فنحي عن منصب الخلافة، علما بأنه كان منارا لجميع المثل الانسانية، يمتاز على أقرانه وصحابة الرسول (ص).
وقد تمسك المخالفون بأعذار منها، انه شاب لا تجربة له في الحياة، وانه قد قتل صناديد العرب عند محاربة الكفار وهو في ركاب الرسول الأعظم (ص)، فاستطاعوا بهذه الحجج الواهية ان يجعلوه بمنأى وبمعزل عن الخلافة، وقيادة شؤون المسلمين العامة، فانعزل عن المجتمع، وأصبح جليس داره، وشرع بتربية الخاصة من أصحابه، وبعد مضي خمس وعشرين سنة، وهي الفترة التي حكم فيها الخلفاء الثلاثة بعد الرسول (ص)، وبعد مقتل الخليفة الثالث، اتجهت الأمة الاسلامية إلى علي (ع) وبايعوه بالخلافة.
كان علي (ع) طوال حكومته والتي لم تدم أكثر من أربع سنوات وتسعة أشهر يسير على نهج الرسول (ص) واتصفت خلافته بلون من الثورية إذ قام

(١) الفصول المهمة صفحة ٢٠ / تذكرة الخواص صفحة ٢٠ - ٢٤ / ينابيع المودة ص ٦٣ - ٦٥.
(٢) تذكرة الخواص صفحة ١٨ / الفصول المهمة صفحة ٢١ / المناقب للخوارزمي صفحة 74.
(3) مناقب آل أبي طالب تأليف محمد بن علي بن شهرآشوب طبع قم ج 3: 62، 218.
غاية المرام صفحة 539 / ينابيع المودة صفحة 104.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»