القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٣٣
تقدروها حق التقدير من سويداء قلوبكم، والانكليز خير لكم ألف مرة من هؤلاء المسلمين الذين يحاربونكم " (1).
وهو يعترف بصراحة بأنه لا يستطيع ترويج بضاعته الزائفة، وإعلان دعوته الكاذبة ومزاعمه الفاسدة، في أي بقعة إسلامية من العالم، لأن ذلك يؤدي إلى دق عنقه وإراقة دمه، فهو يقول: " لا يمكن أن أحقق دعوتي كل التحقيق في مكة، ولا في المدينة، ولا في الروم - يقصد تركيا - ولا في الشام، ولا في فارس، ولا في كابل، إلا في كنف هذه الحكومة التي أدعو لها دائما بالازدهار والانتصار " (2).
ويقول أيضا: " لقد بسطت هذه الحكومة - الانكليزية - أياديها البيضاء علينا لحد أننا إن خرجنا من هنا لا تؤوينا مكة ولا قسطنطينية، فكيف يجوز لنا إذن أن نضمر في قلوبنا أمرا ضدها " (3).
وبعد أن أعلن ولاءه المكشوف بهذا الشكل عاد يستجدي العطف عليه وعلى أتباعه، ويرجو من الحكومة الانكليزية أن تنظير إليهم نظر رأفة ورحمة وتحميهم من المسلمين، فقد وجه كتابا إلى الحاكم الانكليزي في المنطقة يقول فيه: "... القصد من وراء ذلك الطلب الذي تقدمت به إلى حضرتكم، والذي يحتوي على أسماء أتباعي أيضا، هو أنني وأن كنت أستحق رعاية خاصة من الحكومة الانكليزية نظرا للخدمات الخاصة التي قمت بها أنا وأسلافي نحو الحكومة الموقرة بصدق وإخلاص وتجرد وبتحمس قوي، أرجو من الحكومة السامية أن تجعل هذه الأسرة - يعني أسرته - التي عرفتها وفيه موالية لها مؤمنة بها مستميتة في سبيلها بعد تجارب استمرت خمسين سنة مضت، هذه الأسرة التي شهد لها أركان الحكومة الموقرة بأنها أول المخلصين لها والقائمين على خدمتها، أرجو من الحكومة السامية أن تجعل هذه الأسرة التي

(١) تبليغ الرسالة ١٠ / ١٢٣.
(٢) تبليغ الرسالة 6 / 69.
(3) الملفوظات الأحمدية 1 / 146.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست