القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٣٠
وبالنظر لخطورة الموقف واستفحال أمر القاديانية اجتمع قادة المسلمين من الشيعة والسنة وزعماء " الجمعية الإسلامية " في كراچي في سنة 1373 ه‍ = كانوا الثاني عام 1953 م، وعكفوا على دراسة الوضع السائد ووجوب اتخاذ الوسائل الكفيلة لمجابهة دسائس القاديانية وخطرها على الأمة الإسلامية، وأصدروا بيانا أعلنوا فيه أن القاديانيين خارجون عن الإسلام، وطلبوا من الحكومة إصدار قرار ينص على أنهم أقلية غير مسلمة كالهندوس والمسيحيين، وأن تعطيهم ما يستحقونه من الحقوق حتى في البرلمانات المحلية والمركزية كما هو الحال بالنسبة للأقليات الأخرى، وإقصاء " ظفر الله خان " من وزارة الخارجية وسائر القاديانيين من الوظائف الحساسة. وكان المسلمون - ولا يزالون - بالرغم من مواقفهم الحاسمة والجدية تجاه القاديانيين، ويؤكدون على الالتزام بالوسائل السلمية وتجنب العنف، وينهون عن المقاطعة التي يتعرض لها أفراد من القاديانيين كقطع الماء أو منع الطعام عنهم، ويعارضون ذلك بشدة لأنه يخالف التعاليم الإسلامية الإنسانية.
وفي السنة نفسها ثار المسلمون الباكستانيون على القاديانيين ثورة عنيفة، وصاحبت ذلك اضطرابات أدت إلى مذابح قتل فيها عدد كبير من الجانبين، وأعلنت الدولة الحكم العرفي العسكري ووقفت موقفا منحازا، واستشهد مئات المسلمين برصاص الجيش والشرطة. واعتقل المسلمون بما فيهم زعماء الدين الذين قادوا الثورة، ومنهم الشيخ أبو الأعلى المودودي زعيم الجماعة الإسلامية يومذاك. بسبب تأليفه كتاب " المسألة القاديانية " الذي كشف فيه حقيقة القاديانية من النواحي الدينية والسياسية وما يكمن فيها من أخطار اجتماعية على الشعب الباكستاني المسلم، وصدر الحكم عليه وعلى غيره بالإعدام ثم خفف إلى أربع عشرة سنة، وأطلق سراح الجميع بعد سنوات.
عمالته المكشوفة للانكليز:
كانت أسرة القادياني على وئام وعلاقة صميمة مع " السيخ " أيام حكمهم على " البنجاب " - على العكس من المسلمين المضطهدين - وما أن
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست