الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٨٣
لكن العلماء الموثوق بعلمهم يقولون: أن كل الأنسجة الرئيسية من جسم الحيوان تقبل البقاء إلى ما لا نهاية له، وأنه في المكان أن يبقى الإنسان حيا ألوفا من السنين، إذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته، وقولهم هذا ليس مجرد ظن، بل هو نتيجة عملية مؤيدة بالامتحان.
فقد تمكن أحد الجراحين من قطع جزء من جسم حيوان وإبقائه حيا أكثر من السنين التي يحياها ذلك الحيوان عادة، أي صارت حياة ذلك الجزء مرتبطة بالغذاء الذي يقدم لها بعد السنين التي يحياها، فصار في الإمكان أن يعيش إلى الأبد ما دام الغذاء اللازم موفورا له.
وهذا الجراح هو (الدكتور الكس كارل) من المشتغلين في معهد (ركفلر بنيويورك): وقد امتحن ذلك في قطعة من جنين الدجاج، فبقيت تلك القطعة حية نامية أكثر من ثمان سنوات، وهو وغيره امتحنا قطعا من أعضاء جسم الإنسان من أعصابه وعضلاته وقلبه وجلده وكليتيه، فكانت تبقى حية نامية ما دام الغذاء اللازم موفورا لها، حتى قال الأستاذ (ديمندبرل) من أساتذة جامعة (جونس هبكنس):
(إن كل الأجزاء الخلوية الرئيسية من جسم الإنسان قد ثبت إما أن خلودها بالقوة صار أمرا مثبتا بالامتحان أو مرجحا ترجيحا تاما لطول ما عاشته حتى الآن).
وهذا القول غاية في الصراحة والأهمية على ما فيه من التحرس العلمي.
والظاهر: أن أول من امتحن ذلك في أجزاء من جسم الحيوان هو (الدكتور جاك لوب) وهو من المشتغلين في معهد (ركفلر) أيضا، فإنه كان يمتحن توليد الضفادع من بيضها إذا كان غير ملقح، فرأى أن بعض البيض يعيش زمانا طويلا وبعضها يموت سريعا، فقاده ذلك إلى امتحان أجزاء من جسم الضفدع فتمكن من
(٨٣)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 » »»