ه. ثم قال لا يقال الحديث يدل على أن التمتع أفضل لأنه عليه الصلاة والسلام لا يتمنى إلا الأفضل الخ فإن هذا الكلام ظاهر في بقاء مشروعية فسخ الحج إلى العمرة وإلا فلا ثمرة في هذا السؤال ولا معنى للبحث عن المنسوخ أنه أفضل أم لا فينافي جعل النهي عن فسخ الحج نهي تحريم وأنه خاص بتلك السنة إلا أن يريد أن الحديث يدل على جواز فسخ الحج إلى العمرة وأن ما يحصل بالفسخ من التمتع أفضل إذا نسخ جواز الفسخ بقيت الدلالة على أفضلية التمتع بغير فسخ ثابتة وهو بعيد فمع هذا الاضطراب الذي سمعته في كلماتهم في تفسير التمتع المنهي عنه كيف يعول على شئ منها فظهر من مجموع ما تقدم أن متعة الحج التي نهى عنها عمر رضي الله عنه هي حج التمتع بعينه المعروف بين الفريقين قديما وحديثا إلى الآن أو هو داخل فيها وإن حملها على فسخ الحج إلى العمرة إنما هو من ضيق الخناق مع أنه غير مجد كما عرفت. اختلاف أخبار متعة الحج:
أما اختلاف الأحاديث الواردة في متعة الحج وتناقضها الذي أشرنا إليه، فهو أن: (في بعضها) ما يدل على أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها وفعل الصحابة لها في زمانه " مثل " ما رواه البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله قال