مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٩٥
الآيات كما لا يخفى على أهل العنايات وذوي الدرايات.
وينبغي التنبيه لأمرين أحدهما: إن هذا القسم من المرابطة يقبل النيابة لما قدمناه في استحباب النيابة عن الأحياء والأموات في سائر الأعمال الخيرية والمستحبات ولغير ذلك، مما هو مذكور في الفقه.
ثانيهما: أن استحبابها إنما هو مع عدم الضرورة ومعها، فهي من الواجبات الكفائية وتفصيل الكلام يوجب الخروج عن المرام.
الثاني: أن يرابط المؤمن إمام زمانه بأن يربط نفسه بحبل ولايته ويلتزم باتباعه وإعانته وهذا القسم من المرابطة واجب عيني على كل أحد، ولا يقبل النيابة، وهو ركن من أركان الإيمان، ولا يقبل الله تعالى عملا بدونه.
- ويدل على ذلك مضافا إلى ما مر في وجوب الانتظار وفي غير ذاك المقام ما رواه علي بن إبراهيم القمي، بإسناد (1) صحيح في تفسير تلك الآية عن الصادق (عليه السلام) قال: اصبروا على المصائب، وصابروا على الفرائض، ورابطوا على الأئمة.
- وفي البرهان (2) وغيره عن الباقر (عليه السلام) في قول الله عز وجل (3) * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) * قال: اصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا إمامكم المنتظر.
- وفيه بإسناد صحيح عن الصادق (عليه السلام): اصبروا على الفرائض، وصابروا على المصائب ورابطوا على الأئمة (4).
- وعن الكاظم (عليه السلام): اصبروا على المصائب وصابروهم على التقية، ورابطوا على ما تقتدون به واتقوا الله لعلكم تفلحون (5).
- وعن يعقوب السراج عن أبي عبد الله (عليه السلام) في معنى الآية قال: اصبروا على الأذى

١ - تفسير القمي: ١ / ١١٨.
٢ - البرهان: ١ / ٣٤٣ ح ٤.
٣ - آل عمران: ٢٠٠.
٤ - البرهان: ١ / ٣٣٤ ح ١.
٥ - البرهان: ١ / 334 ح 3.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 » »»