مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٨٩
في أداء حقوق الإخوان التاسع والسبعون مما يتقرب به إليه، ويسره، ويزلف لديه من الأمور المنتسبة إليه، الاهتمام في أداء حقوق الإخوان فإنه نصرة له، وتمسك بحبل ولايته، وإدخال السرور عليه وإحسان إليه وتدل عليه طوائف من الأخبار:
منها: ما مر من أن ترك ذلك استخفاف بالإمام (عليه السلام).
ومنها: ما دل على أن الإمام بمنزلة الوالد للمؤمنين وهم بمنزلة أولاده ولا ريب أن الإحسان والتودد إلى الأولاد إحسان وتودد إلى والدهم، ولا سيما إذا كان للولد مزية من حيث العلم، والمعرفة، والزهد، والعبادة، والنسب.
- ومنها: ما في أصول الكافي (1) في حديث مرفوع عن معلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): عن حق المؤمن، فقال (عليه السلام): سبعون حقا لا أخبرك إلا بسبعة، فإني عليك مشفق، أخشى أن لا تحتمل فقلت: بلى إن شاء الله فقال: لا تشبع ويجوع، ولا تكتسي ويعرى، وتكون قميصه ودليله، قميصه الذي يلبسه، ولسانه الذي يتكلم به، وتحب له ما تحب لنفسك، وإن كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه، وتسعى في حوائجه بالليل والنهار فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايتنا وولايتنا بولاية الله عز وجل.
- وفيه (2) بإسناده عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط، بل والله علينا، بل والله على رسول الله (صلى الله عليه وآله).
- وفيه (3) بإسناده عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله تعالى ساقها إليه، فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا وهو موصول بولاية الله وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها سلط الله عليه شجاعا (4) من نار، ينهشه في قبره إلى يوم القيامة، مغفورا له أو معذبا، فإن عذره الطالب كان أسوأ حالا.

١ - أصول الكافي: ٢ / ١٧٤ باب حق المؤمن على أخيه ح ١٤.
٢ - الكافي: ٢ / ١٨٩ باب إدخال السرور على المؤمنين ح ٦.
٣ - الكافي: ٢ / 196 باب قضاء حاجة المؤمن ح 13.
4 - الشجاع كغراب وكتاب الحية والذكر منها أو ضرب منها صغير (ج) شجعان بالكسر والضم.
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»