مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٦١
في حفظ اللسان عن الكلام الرابع والسبعون حفظ اللسان عن غير ذكر الخالق المنان وما يقرب من هذا العنوان وذلك وإن كان راجحا في كل زمان إلا أنه لما كان الإنسان في زمان غيبة صاحب الزمان أكثر وقوعا في معرض الخطر والخسران، والفتنة والامتحان، كان اهتمامه بهذا الشأن آكد وأهم من سائر الأزمان.
- روى الصدوق في كمال الدين (1) في الصحيح، عن جابر، عن مولانا أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم يا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جل جلاله فيقول عبيدي وإمائي آمنتم بسري وصدقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب مني، أي عبيدي وإمائي، حقا منكم أتقبل وعنكم أعفو ولكم أغفر وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء لولاكم لأنزلت عليهم عذابي.
قال جابر: فقلت يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال (عليه السلام): حفظ اللسان ولزوم البيت.
- وفي مجالس (2) الصدوق بإسناده عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عرف الله تعالى وعظمه منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام وعنا نفسه بالصيام والقيام قالوا بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء الله قال: إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم فكرا، وتكلموا فكان كلامهم ذكرا ونظروا فكان نظرهم عبرة ونطقوا فكان نطقهم حكمة ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة لولا الآجال التي قد كتب عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب.
توضيح يستعمل السكوت غالبا في حفظ اللسان عن الكلام، إذا كان الإنسان في معرض التكلم، والصمت أعم منه، ويستعمل النطق غالبا في التكلم في مقام المخاطبة، والتكلم أعم منه.

1 - كمال الدين: 1 / 330 باب 32 ح 15.
2 - مجالس الصدوق: 330.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»