والسراء والضراء بأن يحفظه مما يبعده عن رحمته من الأشر، والبطر، والطغيان، ونحوها من المهلكات، والموبقات، التي تعرض للعبد في حال الرخاء، ومن الجزع والهلع والكسل والفشل، ونحوها، مما يعرض للعبد في حال البلاء.
وأما النصرة على الأعداء في دار الفناء فهي تابعة للمصالح والحكم الإلهية، فإنها تتفاوت بحسب المقتضيات والأزمنة، فقد يكون أولياؤه في الدنيا غالبين، وقد يكونون مغلوبين، وذلك لحكم وعلل، قد ذكر بعضها في الأخبار المروية عن الأئمة الأطهار وذكرها ينافي الاختصار.
وأما قوله تعالى: * (ويثبت أقدامكم) * فيمكن أن يكون في الآخرة على الصراط كما هو الظاهر من قضية ظهور العطف بالحروف في تغاير المعطوف عليه والمعطوف ويحتمل بعيدا أن يكون عطف تفسير للأول فيكون المعنى تثبيت الأقدام في الدنيا وحفظها في مزال الأقدام، مما يكون سببا لزللها من الموبقات والآثام.
تنبيه إعلم أنه قد اجتمع فيه صلوات الله عليه أمور: كل واحد منها يقتضي الاهتمام بنصرته فإن نصرته نصرة المظلوم، ونصرة الغريب، ونصرة العالم، ونصرة ذوي القربى ونصرة ولي النعمة ونصرة واسطة النعم ونصرة من ينصر الله ونصرة الكريم، ونصرة الشريف، ونصرة الطريد، ونصرة الموتور ونصرة المهجور، إلى غير ذلك من الأمور التي تتضح للمتدبر الأنيس بمولاه جعلنا الله تعالى من كل سوء وقاه، والعقل أدل شاهد على ما نبهنا عليه.
ولو أردنا ذكر الشواهد النقلية لصار كتابا مستقلا. ولما بلغ الكلام إلى هذا المقام، عزمت على أن أستخير الله تعالى شأنه في ذكر بعض ما ورد من الأخبار المروية عن أئمة الأنام (عليهم السلام) من شواهد هذا المرام، ففتحت المصحف الكريم، فرأيت هذه الآية الشريفة * (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) *.
العزم على نصرته (عليه السلام) الثالث والثلاثون العزم القلبي الجزمي على نصرته في زمان حضوره وظهور نوره، ويدل على ذلك مضافا