مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٠٣
معاذ لوجه الله أن أستخف بك، أو بشئ من أمرك فقال (عليه السلام) بلى إنك أحد من استخف بي فقال: معاذ لوجه الله أن أستخف بك فقال (عليه السلام) له ويحك أو لم تسمع فلانا ونحن بقرب الجحفة، وهو يقول لك: احملني قدر ميل، فقد والله أعييت والله ما رفعت به رأسا ولقد استخففت به ومن استخف بمؤمن فبنا استخف، وضيع حرمة الله عز وجل.
في الاهتمام بنصرته (عليه السلام) الثاني والثلاثون الاهتمام بنصرته، فإن من نصره فقد نصر الله عز وجل قال الله تعالى: * (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) * وقال عز وجل * (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) * والكلام في هذا المقام يقع في ثلاثة مطالب:
أحدها: إنه لا ريب في عدم حاجة القادر المتعال إلى نصرة أحد فإنه تعالى بوجوب وجوده غني بالذات، والخلق محتاجون إليه كما قال تعالى شأنه * (إن الله هو الغني وأنتم الفقراء) * فالمراد بنصرته كما ذكره المفسرون، ودلت عليه الأخبار: هو نصرة دينه، ونصرة النبي والأئمة الأطهار، والأولياء الأبرار، وبعبارة أخرى كل من يكون في نصرته يكون في رضى الله تعالى، فنصرته نصرة الله وهذا المطلب من غاية الوضوح بمكان لا يحتاج إلى شاهد وبرهان.
المطلب الثاني: إعلم أن المراد بنصرته هو الإقدام والمساعدة في كل أمر علم تعلق غرضه بوقوعه، ولهذا تتفاوت كيفية النصرة بحسب تفاوت الأزمان والأحوال والأمكنة فالنصرة في زمان حضوره تحصل بوجه، وفي زمان غيبته بوجه آخر فقد تكون النصرة بالتقية وقد تكون بالدعوة إليه وقد تكون بالجهاد بين يديه وقد تكون بالدعاء في تعجيل فرجه، وقد تكون بذكر فضائله، وصفاته، ودلائله، وعلاماته، وقد تكون بنصرة أوليائه وأحبائه وقد تكون بتأليف الكتب ونشرها، إلى غير ذلك من أصناف النصرة، وهي كثيرة لا تخفى على أهل البصيرة.
المطلب الثالث: في كيفية النصرة الإلهية، التي جعلها جزاء لنصرة العبد أولياء الله تعالى ودينه ورسله بحسب ما استفدناه من الروايات.
فنقول: يمكن أن يكون المراد بهذه النصرة أن ينصر الله تعالى عبده في اليسر والعسر
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»