مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٤٣
معدود في أهل الآثام!! مع أنك تعلم قطعا بأن لنزوله أمارات معلنة وعلامات مبينة لكن لما كان ظهور تلك العلامات غير منفك عن نزوله، كنت منتظرا له بجميع ما يتقدمه من اللوازم على حصوله.
وثانيا: إن الظاهر من عدة من الأخبار المروية عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وقوع تلك الآثار بأجمعها في سنة واحدة، فيجب أن يكون المؤمن المنتظر مستعدا لظهور مولاه في كل سنة، لاحتمال وقوع هذا الأمر في تلك السنة، بل الظاهر من روايات عديدة كون ظهوره، ووقوع تلك العلامات متقاربة.
- أما السفياني ففي البحار (1) عن سيد العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال في بيان علامات ظهور القائم: يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي، بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت، وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند.
ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي (عليه السلام) ثم يخرج بعد ذلك.
أقول: يستفاد من هذا الحديث كون ظهور القائم (عليه السلام) مقارنا لخروج السفياني أو قريبا منه وذلك لا ينافي ما ورد في روايات عديدة من كون مدة ملك السفياني ثمانية أشهر، وكون خروج السفياني قبل قيام القائم (عليه السلام) لأن المراد بقيام القائم (عليه السلام) فيها خروجه جهارا علنا، في بيت الله الحرام، وظهوره للخاص والعام إذ قد وردت روايات دالة بأن له ظهورات متعددة قبل هذا الظهور التام، الكاشف للظلام، المنكشف لجميع الأنام كما أشرنا إليه سابقا في غير هذا المقام.
- وأما قتل النفس الزكية ففي كمال الدين (2) عن الصادق (عليه السلام) أنه قال ليس بين قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة.
وأما الصيحة السماوية فهي من العلامات المقارنات، كما يظهر من ملاحظة الروايات وما ذكرنا كاف لأهل الدرايات.

1 - البحار: 52 / 213 باب علامات الظهور ذيل ح 65.
2 - كمال الدين: 2 / 649 باب 57 ذيل 2.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»