مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٣١
وبركاته ثم سكت فقال أبو جعفر (عليه السلام): وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم ثم سكت حتى أجابه القوم جميعا وردوا عليه السلام.
ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر (عليه السلام) ثم قال: يا بن رسول الله أدنني منك جعلني الله فداك فوالله إني لأحبكم وأحب من يحبكم، والله ما أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في دنيا وإني لأبغض عدوكم وأبرأ منه، ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه والله إني لأحل حلالكم، وأحرم حرامكم وأنتظر أمركم فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): إلي إلي حتى أقعده إلى جنبه ثم قال (عليه السلام) أيها الشيخ، إن علي بن الحسين (عليه السلام) أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه فقال له أبي (عليه السلام) إن تمت ترد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى علي والحسن والحسين، وعلي بن الحسين ويثلج قلبك ويبرد فؤادك، وتقر عينك وتستقبل الروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسك ههنا " وأومى بيده إلى حلقه " وإن تعش تر ما يقر الله به عينك وتكون معنا في السنام الأعلى.
قال الشيخ: كيف قلت يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام فقال الشيخ الله أكبر يا با جعفر، إن أنا مت أرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين، وتقر عيني، ويثلج قلبي، ويبرد فؤادي وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي إلى ههنا، وإن أعش أر ما يقر الله به عيني فأكون معكم في السنام الأعلى.
ثم أقبل الشيخ ينتحب ينشج ها ها ها حتى لصق بالأرض وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ وأقبل أبو جعفر (عليه السلام) يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه وينفضها.
ثم رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر (عليه السلام) يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ناولني يدك جعلني الله فداك فناوله يده فقبلها ووضعها على عينيه، وخده، ثم حسر عن بطنه وصدره.
ثم قام فقال السلام عليكم وأقبل أبو جعفر (عليه السلام) ينظر في قفاه وهو مدبر، ثم أقبل بوجهه على القوم فقال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فقال الحكم بن عيينة لم أر مأتما قط يشبه ذلك المجلس.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»