مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٠٢
أساميهم، فكم بعد الحسين، من الأوصياء؟ وما أساميهم؟ فقال (صلى الله عليه وآله): تسعة من صلب الحسين (عليه السلام) والمهدي منهم فإذا انقضت مدة الحسين قام بالأمر بعده علي ابنه يلقب بزين العابدين، فإذا انقضت مدة علي، قام بالأمر بعده محمد ابنه ويدعى بالباقر، فإذا انقضت مدة محمد، قام بالأمر بعده جعفر، ويدعى بالصادق (عليه السلام)، فإذا انقضت مدة جعفر (عليه السلام)، قام بالأمر بعده موسى (عليه السلام) ويدعى بالكاظم، ثم إذا انتهت مدة موسى (عليه السلام) قام بالأمر بعد ابنه علي، ويدعى بالرضا (عليه السلام) فإذا انقضت مدة علي (عليه السلام) قام بالأمر ابنه محمد (عليه السلام) ويدعى بالزكي، فإذا انقضت مدة محمد (عليه السلام)، قام بالأمر بعده علي ابنه، ويدعى بالنقي، فإذا انقضت مدة علي، قام بالأمر من بعده الحسن ابنه ويدعى بالأمين.
ثم يغيب عنهم إمامهم قال: يا رسول الله هو الحسن يغيب عنهم قال: لا ولكن ابنه الحجة قال: يا رسول الله فما اسمه؟ قال (صلى الله عليه وآله) لا يسمى حتى يظهره الله.
قال جندل: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد وجدنا ذكرهم في التوراة، وقد بشرنا موسى بن عمران بك، وبالأوصياء بعدك من ذريتك.
ثم تلا رسول الله * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف) * (1).
فقال جندل: يا رسول الله فما خوفهم قال (عليه السلام): يا جندل في زمن كل واحد منهم من يعتريه ويؤذيه فإذا عجل الله خروج قائمنا يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ثم قال (صلى الله عليه وآله): طوبى للصابرين في غيبته طوبى للمقيمين على محجتهم، أولئك وصفهم الله في كتابه * (والذين يؤمنون بالغيب) * وقال * (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) *.
قال ابن الأسفع ثم عاش جندل بن جنادة إلى أيام الحسين بن علي (عليه السلام) ثم خرج إلى الطائف فحدثني نعيم بن أبي قيس، قال: دخلت عليه بالطائف وهو عليل ثم إنه دعا بشربة من لبن فشربه، وقال: هكذا عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنه يكون آخر زادي من الدنيا شربة من لبن.
ثم مات رحمه الله تعالى ودفن بالطائف في الموضع المعروف بالكوراء.

(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»