- ومنها: ما رواه الفاضل المتبحر النوري في مستدرك الوسائل (1) عن كتاب الغيبة للشيخ الثقة الجليل فضل بن شاذان عن محمد بن عبد الجبار قال: قلت لسيدي الحسن بن علي (عليه السلام) يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعلت فداك، أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله على عباده من بعدك؟
قال (عليه السلام): إن الإمام والحجة بعدي ابني سمي رسول الله (عليه السلام) وكنيه الذي هو خاتم حجج الله وخلفائه إلى أن قال فلا يحل لأحد أن يسميه أو يكنيه باسمه وكنيته قبل خروجه.
- ومنها ما في المستدرك (2) عن الكتاب المذكور قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري، قال: لما هم الوالي عمرو بن عوف بقتلي، وهو رجل شديد، وكان مولعا بقتل الشيعة، فأخبرت بذلك، وغلب علي خوف عظيم، فودعت أهلي وأحبائي وتوجهت إلى دار أبي محمد (عليه السلام) لأودعه، وكنت أردت الهرب فلما دخلت عليه رأيت غلاما جالسا في جنبه كأن وجهه مضيئا كالقمر ليلة البدر، فتحيرت من نوره وضيائه، وكاد أن أنسى ما كنت فيه من الخوف والهرب.
فقال: يا إبراهيم، لا تهرب. فإن الله تبارك وتعالى سيكفيك شره فازداد تحيري، فقلت لأبي محمد (عليه السلام): يا سيدي، جعلني الله فداك من هو وقد أخبرني بما كان في ضميري؟
فقال: هو ابني وخليفتي من بعدي وهو الذي يغيب غيبة طويلة ويظهر بعد امتلاء الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا. فسألته عن اسمه فقال (عليه السلام) هو سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيه ولا يحل لأحد أن يسميه أو يكنيه بكنيته إلى أن يظهر الله دولته وسلطنته فاكتم يا إبراهيم ما رأيت وسمعت منا اليوم إلا عن أهله فصليت عليهما وآبائهما وخرجت مستظهرا بفضل الله تعالى، واثقا بما سمعت من الصاحب (عليه السلام). الخبر أقول: هذه جملة من الأخبار الدالة على حرمة ذكر اسمه الشريف، وقد تركنا جملة منها حذرا من الإطناب وهذه الأخبار كما سمعت طائفتان، فطائفة منها تدل على حرمة ذكر الاسم المعهود في المجامع وغيرها سواء كان في حال التقية والخوف أم غير ذلك، وسواء كان في زمان الغيبة الصغرى أم الكبرى، والطائفة الأخرى خصت الحرمة بالمجامع وذكر اسمه الشريف المعهود ظاهرا مجاهرا، وهذه الطائفة مبينة للمراد من الطائفة السابقة، مقيدة