بتعجيل الفرج، جزمنا بترتب فوائد قضاء حاجة المؤمن على امتثال هذا الأمر الأبهج بنحو أبلج، إذ لا فرق بين أن يقول (عليه السلام) لشخص أعطني ماء، أو أصلح الأمر الفلاني، وأن يقول: ادع لي بكذا وكذا، فكلاهما طلب حاجة، وهذا واضح، لكنا نكتفي من تلك المكارم الفاضلة بذكر اثنتي عشرة كاملة، فتكون بضميمة المكارم السابقة، مائة واثنتان تامة:
الأولى: فيه ثواب حج بيت الله الحرام.
- ويدل عليه ما روي في أصول الكافي (1) بإسناد صحيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سعى في حاجة أخيه المؤمن فاجتهد فيها فأجرى الله على يديه قضاءها كتب الله عز وجل له حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما وإن اجتهد ولم يجر الله قضاءها على يديه، كتب الله عز وجل له حجة وعمرة.
- وفيه (2) أيضا عنه قال: لقضاء حاجة امرئ مؤمن أحب إلي من عشرين حجة، كل حجة ينفق فيها صاحبها مائة ألف.
أقول: لعل الاختلاف في الثواب بتفاوت درجات الحاجة أو طالبها.
الثانية: فيه ثواب العمرة.
الثالثة: فيه ثواب الاعتكاف شهرين في المسجد الحرام.
الرابعة: فيه ثواب صيام شهرين، ويدل على جميعها الحديث السابق وغيره.
الخامسة: قبول شفاعته يوم القيامة.
- لما رواه ثقة الإسلام في أصول الكافي (3) بإسناده عن المفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي يا مفضل اسمع ما أقول لك واعلم أنه الحق وافعله، وأخبر به علية إخوانك قال:
جعلت فداك، وما علية إخواني؟ قال الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم، قال: ثم قال: ومن قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله عز وجل له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أولها الجنة ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنة، بعد أن لا يكونوا نصابا، الخبر.