إن صلة الرحم والبر ليهونان الحساب ويعصمان من الذنوب، فصلوا أرحامكم، وبروا بإخوانكم ولو بحسن السلام ورد الجواب.
وأما سوء الحساب فالمراد منه الاستقصاء.
- لما روي في البرهان (1) بإسناد صحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لرجل: يا فلان ما لك ولأخيك؟ فقال: جعلت فداك، كان لي شئ فاستقصيت عليه في حقي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن قول الله عز وجل: * (ويخافون سوء الحساب) * أتراهم خافوا أن يجور عليهم ويظلمهم! ولكنهم خافوا الاستقصاء.
- وعن الكافي (2) بإسناد آخر مثله وفيه: لا والله ما خافوا إلا الاستقصاء فسماه الله عز وجل سوء الحساب فمن استقصى فقد أساء. وعن العياشي مثله.
وأما معنى الاستقصاء المذكور في تفسير الآية الشريفة:
- ففي البرهان (3) عن العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى:
* (يخافون سوء الحساب) * قال: يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء.
- وعن الطبرسي (4) أيضا عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سوء الحساب أن يحسب عليهم السيئات، ولا يحسب لهم الحسنات، وهو الاستقصاء.
أقول: يدل هذا الحديث وأمثاله على أن أثر بعض المعاصي المنع من قبول الحسنات كالأحاديث الواردة في عقاب ترك الصلاة ومنع الزكاة وعقوق الوالدين وليس هذا من الظلم في شئ أصلا فتدبر.
التاسعة والثمانون الفوز بأفضل درجات الشهداء يوم القيامة