مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٦٧
- لما روي في منهج الرشاد عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث قال: من أفضل الشهداء درجة يوم القيامة من نصر الله ورسوله بظهر الغيب ورد عن الله ورسوله.
أقول: وجه الاستشهاد ما أسمعناك مرارا من أن الدعاء بتعجيل فرج القائم (عليه السلام) ونصرته نصرة لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) فتدبر.
المكملة للتسعين الفوز بالشفاعة الفاطمية - ويدل على ذلك ما روي في ثالث البحار (1) من تفسير فرات بن إبراهيم في حديث طويل عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال ثم يقول جبرائيل: يا فاطمة سلي حاجتك فتقولين: يا رب شيعتي، فيقول الله تعالى: قد غفرت لهم، فتقولين يا رب شيعة ولدي فيقول الله قد غفرت لهم، فتقولين يا رب شيعة شيعتي فيقول الله انطلقي، فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة. فعند ذلك تود الخلائق أنهم كانوا فاطميين، الخبر.
ولا ريب أن الدعاء في حق مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) من أوضح أقسام الاعتصام بسيدة النسوان، مضافا إلى أنه من علامات التشيع والمحبة، فيكون سببا للفوز بهذه المكرمة إن شاء الله تعالى.
فصل إعلم أن قضاء حاجة المؤمن من أفضل الأعمال، وأحبها إلى الخالق المتعال وقد ورد لها في الأخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار كثير من الفوائد والآثار، ولا خفاء في أنه كلما كان ذلك المؤمن أفضل كان ثواب قضاء حاجته أعظم وأكمل، والمراد بالحاجة ما يطلبه المؤمن من الأمور المشروعة مما يحصل له به دفع ضرر، أو جلب منفعة دينية أو دنيوية.
ولما كان الدعاء بتعجيل فرج مولانا (عليه السلام) من جملة الأمور التي طلبها (عليه السلام) من المؤمنين في التوقيع الشريف المروي عنه (2) الذي ذكرناه في صدر هذا الباب، بقوله (عليه السلام): وأكثروا الدعاء

١ - بحار الأنوار: ٨ / ٥٤ باب ٢١ ذيل ح ٦٢.
٢ - بحار الأنوار: ٥٣ / 181.
(٤٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 » »»