مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٦٤
السابعة والثمانون ارتفاع الدرجات في روضات الجنات - ويدل على ذلك ما روي في تفسير الإمام (1) في حديث طويل عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ثم إن أردتم أن يعظم محمد وعلي عند الله منازلكم فأحبوا شيعة محمد وعلي وجدوا في قضاء حوائج المؤمنين فإن الله تعالى إذا أدخلكم معاشر شيعتنا ومحبينا الجنان، نادى مناديه في تلك الجنان يا عبادي قد دخلتم الجنة برحمتي فتقاسموها على قدر حبكم لشيعة محمد وعلي (عليهما السلام) وقضاء حقوق إخوانكم المؤمنين. فأيهم كان أشد للشيعة حبا ولحقوق إخوانهم المؤمنين أشد قضاء كانت درجاته في الجنان أعلى حتى إن فيهم من يكون أرفع من الآخر بمسيرة خمسمائة سنة، ترابيع وقصور وجنان.
أقول: قد ذكرنا أن الدعاء في حق مولانا الحجة صلوات الله عليه قضاء لبعض حقوقه الكثيرة العظيمة مضافا إلى أنه قضاء لحاجته (عليه السلام) حيث إنه أمر المؤمنين بذلك في التوقيع الشريف، بقوله: وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، ومضافا إلى أن الإكثار في ذلك الدعاء ناشئ عن شدة المحبة إليه وإلى شيعته لتوقف تحقق الفرج لهم على تحقق فرجه وظهوره كما قدمناه مرارا فتدبر.
الثامنة والثمانون الأمن من سوء الحساب في يوم الحساب لأنه صلة لرحم آل محمد (صلى الله عليه وآله) وقد قال الله عز وجل (2) * (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخافون سوء الحساب) *.
- وروى الشيخ الكليني (ره) في أصول الكافي (3) بإسناد صحيح عن صفوان الجمال، قال: وقع بين أبي عبد الله (عليه السلام) وبين عبد الله بن الحسن كلام حتى وقعت الضوضاء بينهم واجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك، وغدوت في حاجة فإذا أنا بأبي عبد الله (عليه السلام) على باب عبد الله بن الحسن وهو يقول: يا جارية قولي لأبي محمد، قال: فخرج فقال: يا أبا عبد

١ - تفسير الإمام (عليه السلام): ١٥٥.
٢ - سورة الرعد: ٢١.
3 - الكافي: 155 باب صلة الرحم ح 23.
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»