مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٦٢
عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك قد كبر سني، ودق عظمي، واقترب أجلي، وقد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت قال: فقال لي: يا أبا حمزة إن من آمن بنا، وصدق حديثنا، وانتظرنا كان كمن قتل تحت راية القائم (عليه السلام) بل والله تحت راية رسول الله (صلى الله عليه وآله).
أقول: لا يخفى أن الداعي بصدق النية في حق مولاه بتعجيل الفرج والنصرة مصداق لتلك العناوين المذكورة، فيفوز بالفائدة المزبورة.
الثالثة والثمانون فيه ثواب الإحسان إلى مولانا صاحب الزمان وذلك من وجوه:
أحدها: أن الدعاء كما بيناه تعظيم وتكريم وهو من صنوف الإحسان وهذا واضح بالوجدان.
الثاني: أن الدعاء له دخل وتأثير في استباق الفرج والظهور، كما سبق في الحديث المأثور، والاهتمام في كل ما له دخل وتأثير في ذلك إحسان إلى إمامنا الخائف المغمور.
الثالث: أنه إطاعة لأمره كما سبق، والإطاعة للمولى إحسان إليه بأي وجه اتفق.
بل نقول: إن الدعاء له إحسان إلى خاتم النبيين، والأئمة المعصومين، وجميع الأنبياء والمرسلين، وقاطبة المؤمنين، لأن بفرجه فرج جميع أولياء الله كما صرح بذلك مولانا الصادق (عليه السلام) في دعائه بعد صلاة الغداة في الحادي والعشرين من شهر رمضان، فطلب ذلك من أوضح أقسام الإحسان.
الرابعة والثمانون فيه ثواب إكرام العالم، وأداء لحقه في الجملة، لأن الدعاء تحليل وإعظام وهو نوع من الإكرام.
- وقد روي في البحار (1) عن الصادق (عليه السلام) قال: من أكرم فقيها مسلما لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عنه راض.

١ - بحار الأنوار: ٢ / 44 باب 10 ذيل 13.
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»