مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٦٥
الله ما يكربك؟ قال (عليه السلام): إني تلوت آية في كتاب الله عز وجل البارحة فأقلقتني فقال وما هي؟
قال (عليه السلام): قول الله عز وجل ذكره * (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) * فقال: صدقت لكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله قط فاعتنقا وبكيا.
- وفيه (1) أيضا بإسناد صحيح عن عمر بن يزيد الثقة (ره) قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) * (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) * قال (عليه السلام): نزلت في رحم آل محمد (صلى الله عليه وآله) وقد يكون في قرابتك ثم قال (عليه السلام) فلا تكونن ممن يقول للشئ إنه في شئ واحد.
- وفي تفسير البرهان (2) بإسناده عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن قال: إن رحم آل محمد (صلى الله عليه وآله) معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وهي تجري في كل رحم. ونزلت هذه الآية في محمد وما عاهدهم عليه، الخبر.
- وفيه (3) عن العياشي عن عمر بن مريم قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (4) * (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) * قال: من ذلك صلة الرحم وغاية تأويلها صلتك إيانا.
أقول: قد ظهر بهذه الأخبار وغيرها مما يطول بذكره الكتاب أن صلة الإمام توجب الأمن من سوء الحساب، وبقي هنا أمران:
أحدهما: حصول الصلة بالدعاء.
والثاني: بيان المراد من سوء الحساب.
أما الأول: فالدليل عليه أن المراد بالصلة مطلق الإحسان بأي نحو كان، سواء كان باللسان أم بغير ذلك العنوان والدعاء من أفضل أقسام الإحسان باللسان.
- ويشهد لما ذكرناه ما روي في أصول الكافي (5) بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، الخبر.
- وفيه (6) أيضا بإسناد صحيح عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

١ - الكافي: ٢ / ١٥٦ باب صلة الرحم ح ٢٨.
٢ - تفسير البرهان: ٢ / ٢٨٨ / ح ٦.
٣ - تفسير البرهان: ٢ / ٢٨٩ ذيل ١٣.
٤ - سورة الرعد: ٢١.
٥ - الكافي: ٢ / ١٥٥ باب صلة الرحم ح ٢٢.
٦ - الكافي: ٢ / 157 باب صلة الرحم ح 31.
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»