والحج، وإلى كل خير وفقه، وإلى عبادة الله جل ذكره سرا من عدوكم، مع إمامكم المستتر مطيعين له، صابرين معه، منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة تنظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة قد منعوكم ذلك واضطروكم إلى حرث الدنيا، وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم، وطاعة إمامكم، والخوف من عدوكم فبذلك ضاعف الله عز وجل لكم الأعمال فهنيئا لكم.
قلت: جعلت فداك، فما نرى إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق والعدل.
فقال (عليه السلام): سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد، ويجمع الله الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة ولا يعصى الله عز وجل في أرضه وتقام حدوده في خلقه ويرد الله الحق إلى أهله فيظهر حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق! أما والله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر وأحد فأبشروا.
أقول: إنما أوردنا الحديث بتمامه لاشتماله على فوائد جمة وأمور مهمة، ووجه الدلالة قوله (عليه السلام): وكذلك والله عبادتكم في السر (الخ) لأن الدعاء من أفضل العبادات وأهمها (1) خصوصا الدعاء في حق صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه وظهوره كما ويظهر لمن نظر في حذافير هذا الكتاب، والله الهادي إلى نهج الصواب.
الرابعة والسبعون دعاء الملائكة في حقه - ويدل على ذلك روايات منها ما في أصول الكافي (2) بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
أسرع الدعاء نجحا للإجابة دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، يبدأ بالدعاء لأخيه فيقول له ملك موكل به آمين ولك مثلاه.